الحافظ بن حجر العسقلاني(ابن حجر )_رحمه الله "


سيرة الشيخ الحافظ بن حجر العسقلاني_رحمه الله :

مقدمة :

يعد الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني من أهم علماء الشافعية المحدثين ، حتى أنه لقب بالحافظ لقدرته الفائقة على حفظ أحاديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم :

أسمهُ:

هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني ،المصري الشافعي 


مولدهُ :(شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م).في مصر القديمة (الفسطاط) في منزل كان يقع على شاطئ النيل، بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد،وهومُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب،


 لقبه وكنيته: كان يُلقب بـ «شهاب الدين»:

 ويكنى: «أبا الفضل»، وقد كناه بهذه الكنية والده، تشبيهًا له بقاضي مكة «أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز العقيلي». وكناه شيخه العراقي، والعلاء بن المحلّى «أبا العباس»، كما كُني «أبا جعفر» أما شهرته: فهو «ابن حجر»،


نسبهُ :إلى آل حجر «قوم تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجريد، وأرضهم قابس في تونس اليوم»


أبوه: هو نور الدين علي بن قطب الدين محمد العسقلاني، ثم المصري، كان مولده في حدود 720هـ، وكان موصوفًا بالعقل، والمعرفة والديانة، والأمانة، ومكارم الأخلاق، ومحبة الصالحين، وقد اشتغل بالتجارة وعكف على الدرس وتحصيل العلوم فتفقه على مذهب الإمام الشافعيّ، وحفظ الحاوي الصغير، وأخذ الفقه عن محمد بن عقيل وأجيز بالإفتاء والتدريس والقراءات السبع، وتطارح مع ابن نباتة المصري والقيراطي، وتبادل معهما المدائح، وقال الشعر فأجاد وله عدة دواوين؛ منها «ديوان الحرم» وهو مدائح نبوية ومكية في مجلدة، وله استدراك على الأذكار للنووي فيه مباحث حسنة. توفي في رجب سنة 777 هـ.


أمه: هي تِجَار ابنة الفخر أبي بكر بن شمس محمد بن إبراهيم الزفتاوي


جده: «هو قطب الدين محمد بن ناصر الدين محمد بن جلال الدين علي العسقلاني»، كان تاجراً، ولم تعفه التجارة عن طلب العلم سمع من جماعة وحصل على إجازات من العلماء، وأنجب أولاداً منهم كمال الدين، ومجد الدين، وتقيّ الدين وأصغرهم وليّ الدين ثم نور الدين علي، وهو والد ابن حجر، الّذي انصرف من بينهم لطلب العلم أما إخوته فكانوا تجّارا


نشأته :

نشأ الحافظ ابن حجر في أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والفضل، فجدّه "قطب الدين محمد بن محمد بن علي"

وقد نشأ ابن حجر يتيمًا أباً وأمًا، فقد توفي والده في رجب سنة 777هـ، وماتت أمُّه قبل ذلك بمدة، وكان أبوه قبل وفاته قد أوصى به إلى رجلين ممن كان بينه وبينهم مودة هما: زكي الدين الخرُّوبي رئيس التجار بالديار المصرية، وشمس الدين بن القطان من فقهاء الشافعية.


 أصلهُ: 

من مدينة عسقلان.وقد كان أبوه تاجرًا ثريًا وأديبًا وقد هاجر إلى مصر من مدينة عسقلان واستقر فيها وأنجب ابنه الحافظ بن حجر العسقلاني ، ولكنه سرعان ما توفي وترك ابنه يتيمًا .

وقد كفله بعد وفاة والده أحد أقرباؤه ويدعى زكي الدين الخروبي ، وكان من كبار التجار بمصر ، وقد اهتم بتعليمه وتربيته فأدخله الكُتاب وهو في الخامسة من عمره ، وقد أبدى ابن حجر سرعة حفظ وفهم حيث أنه أتم حفظ سورة مريم في يوم واحد ، وقد حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في التاسعة من عمره على يد الشيخ صدر الدين السفطي .

بعد ذلك ذهب مع زكي الدين الخروبي إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وهو في الثانية عشر من عمره ، وقد صلى بالناس إمامًا في صلاة التراويح بمكة ، كما درس بمكة على يد الشيوخ عبدالله النشاوري والشيخ جمال الدين بن ظهيرة علم الحديث وصحيح البخاري 

بعد عام تقريبًا عاد إلى مصر وبدأ في حفظ الكتب الفقهية مثل :عمدة الأحكام للمقدسي وألفية العراقي في الحديث والحاوي الصغير للقزويني ، وقد كان يحفظ الكتب مع التأمل فيها وتدبر معانيها .


رحلاتهُ العلمية :

قضى الحافظ ابن حجر حياته كلها في طلب العلم وقام بالعديد من الرحلات العلمية في ديار الإسلام ليحصل مقاصد الرحلة في طلب الحديث والفوائد المرجوة منها، وهذه الرحلات منها رحلات داخل مصر ومنها رحلات خارجها :شملت بلاد الحجاز، واليمن، والشام وغيرها. فكان ابن حجر لا يألو جهداً في الرحلة إلى طلب العلم وتحصيله، مهما كلفه ذلك من بعدٍ عن أهله وأولاده وأصحابه، ومهما عانى من سفره من تعب ونصب، وقد عبَّر عن ذلك ابن حجر نفسه بقوله:

وإذا الدِّيار تَنكَّرت سافرتُ في

    طلب المعارف هاجرًا لدياري

وإذا أقمتُ فمؤنسي كُتبي

    فلا أنفكُّ في الحالين مِنْ أسفَارِي


_رحلاته داخل مصر :

كانت أولى رحلات ابن حجر العلمية في سنة 793هـ، عندما كان في العشرين من عمره، حيث رحل إلى قوص وغيرها من بلاد الصعيد، لكنه لم يستفدْ بها شيئًا مِنَ المسموعات الحديثية، بل لقي جماعة مِنَ العلماء، منهم: قاضي هُو نور الدين علي بن محمد الأنصاري، وعبد الغفار بن أحمد بن عبد الغفار بن نوح، حفيد مصنف "الوحيد في سلوك طريق أهل التوحيد"، وابن السَّراج قاضي قُوص، لقيه بها مع جماعة مِنْ أهل الأدب، سمع مِنْ نظمهم.


وفي أواخر سنة 793هـ شد ابن حجر رحاله إلى الإسكندرية، فأقام بها إلى أن تمت السنة المذكورة، ودخل في التي تليها عدة أشهر، وبها التقى بمجموعة من المحدثين والمسندين منهم التاج ابن الخرّاط، وابن شافع الأزدي، وابن الحسن التونسي، والشمس الجزري. وقد أورد ابن حجر ما لقيه من العلماء وما سمعه منهم وما وقع له من النظم والمراسلات وغير ذلك في كتاب سماه «الدرر المضيَّة مِنْ فوائد إسكندرية».

بعد أن رجع ابن حجر من الإسكندرية، أقام بمصر إلى يوم الخميس الموافق 22 شوال سنة 799هـ، وهو اليوم الذي خرج فيه قاصداً أرض الحجاز عن طريق البحر.


_ رحلاته إلى الحجاز :

كانت الحجاز أحد مقاصد الحافظ ابن حجر في رحلاته فقصدها مرات عدة للحج والمجاورة بمكة الشريفة والاجتماع بعلمائها، كانت الأولى سنة 777هـ حيث صحب أبوه في حجته ومجاورته والثانية مع وصيه زكي الدين الخروبي 784هـ فحجا وجاورا وصلى بالناس سنة 785هـ، وسمع غالب صحيح البخاري على الشيخ عفيف الدين النشاوري.

وفي سنة 799هـ سافر إلى الحجاز عن طريق البحر بقصد المجاورة بمكة المشرفة، فوصل الطُّور يوم الأحد ثاني ذي القعدة ..

وبها التقى عددًا من العلماء منهم: نجم الدين المرجاني، والصلاح الأقفهسي، والرضا الزبيدي. ثم توجه إلى ينبع فدخلها يوم الجمعة الموافق 13 ذو الحجة فلقى بها بعض من قرأ عليه أحاديث من الترمذي، ورافقه في هذه الرحلة الحافظ صلاح الدين أبو الصفاء الأقفهسي، والرضي أبو بكر بن أبي المعالي الزبيدي القحطاني، ولقي خلال رحلته العلامة الزاهد نجم الدين المرجاني وقرأ عليه حديثاً.

وبعد رحلته الاولى إلى اليمن قصد مكة وحج حجة الإسلام سنة 800هـ، وهي الثالثة وحج أيضاً سنة 805هـ. وبعد رحلته الثانية إلى اليمن عاد إلى جدة وقرأ بها عشرة أحاديث انتقاها من أربعين الحاكم على أبي المعالي عبد الرحمن الشيرازي، وفي سنة 815هـ اجتمع به هناك جماعةٌ مِن فضلاء مكة وأعيانها، فقرؤوا عليه، وحملوا عنه بعض تصانيفه، وأذن لهم بالرواية عنه.

وفي سنة 824هـ حج حجته الاخيرة وأقام بالمدرسة الأفضلية أنزله بها قاضي مكة المحبُّ بن ظهيرة.

وخلال رحلاته تلك لقي جمعاً من العلماء والمسندين.

فكان ممّن لقيه بمكة جماعة؛ منهم:

 البرهان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صدِّيق، والعلامة الزين أبو بكر بن الحسين المراغي،

 وممن لقيهم أيضا المحدِّث المكثر الشمس أبو عبد اللَّه محمد بن علي بن محمد بن ضرغام بن سُكَّر، وأبو الطيب محمد بن عمر بن علي السُّحُولي، وإمام المقام أبو اليُمن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبري، والحافظ أبو حامد بن ظهيرة الماضي، وست الكل ابنة الزين أحمد بن محمد القسطلاني، وأبو الخير خليل بن هارون الجزائري، وظهيرة بن حسين بن علي المخزومي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن سلامة.

 وممن لقيه بمنى: العَلَم أبي الربيع سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الهلالي، والزين عبد الرحمن بن علي بن يوسف الزرندي، ومحمد بن معالي بن عمر بن عبد العزيز الحراني، وأبو بكر بن الحسين المراغي المذكور سابقاً، فقرأ عليه بها أيضاً ثاني «الطهارة» للنسائي، وكذا أخذ عنه أيضاً، ووفاء لهذا الشيخ خرّج له أربعون حديثاً من عواليه عن أربعين شيخاً من أصحاب الأسانيد العالية


_ رحلاته إلى اليمن :

سافر ابن حجر إلى بلاد اليمن فوصلها في ربيع الأول من سنة 800هـ،وقد طاف ابن حجر معظم بلاد اليمن ولقي بها عددا كبيرا من العلماء جالسهم وناقشهم وسمع منهم وسمعوا منه، فلقي بتعز: 

أبا بكر بن محمد بن صالح بن الخياط، والتقى في زبيد بجماعة منهم: شهاب الدين الناشري، وشرف الدين ابن المقري، والوجيه عبد الرحمن بن محمد العلوي، وعبد اللطيف بن أبي بكر الشَّرْجي، وعلي بن الحسن الخزرجي، والموفق علي بن محمد بن إسماعيل النَّاشري.

 وفي عدن التقى: الرضي بن المستأذن، وأبا المعالي عبد الرحمن بن حيدر بن علي الشِّيرازي. كما التقى بالمُهجم: أحمد بن إبراهيم بن أحمد القُوصي، وعلي بن أحمد الصَّنعاني، والقاضي عفيف الدين عبد اللَّه بن محمد النَّاشري. وبوادي الحُصَيب: الجمال محمد بن أبي بكر بن علي المصري. واجتمع في زبيد وتعز بالنفيس العلوي محدث اليمن.واجتمع في زبيد ووادي الحُصيب بشيخ اللغويين الفيروزآبادي، فقرأ عليه أشياء، من جملتها جزء التقطه ابن حجر من «المشيخة الفخرية»، فيه أزيد من ثمانين حديثًا من العوالي، وسمع منه المسلسل بالأولية بسماعه من السبكي، وكتب له تقريظاً على تعليق التعليق وأعطاه النصف الثاني من تصنيفه «القاموس المحيط» لتعذر وجود باقيه حينئذٍ، وأذن له مع المناولة في روايته عنه.

وأثار وجود ابن حجر في اليمن أهتمام العلماء فأقبلوا على السماع منه والأستمداد من فوائده، حتى طلب منه ابن النفيس العلوي أن يخرَّج لهم من مرويات نفسه، فخرَّج «الأربعين المهذبة بالأحاديث الملقبة» في يوم واحد، وكتب وهو هناك بخطه «التقييد لابن نقطة» في خمسة أيام، و«فصل الربيع في فضل البديع» في يومين، وأخذوا عنه «مشيخة الفخر ابن البخاري»، و«المائة العشاريات» لشيخه التنوخي، وحدث بكتاب ابن الجزري في الأدعية المسمى «بالحصن الحصين» فتنافسوا في تحصيله وروايته.

ولما سمع صاحب اليمن الملك الأشرف إسماعيل بن عباس بقدوم ابن جر إلى البلاد اليمنية طلب الاجتماع به والسماع منه، فالتقى به ابن حجر وامتدحه في أكثر من ثلاث قصائد، وأهداه تذكرته الأدبية بخطه في أربعين مجلدا لطافاً بالإضافة إلى كتب أخرى، فأثابه الملك لاأشرف أحسن إثابة وعامله معاملة كريمة.

وفي عام 800 هـ رحل ابن حجر من اليمن -صحبة الموكب الذي جهزه صاحبها الملك الأشرف للحجاج- إلى مكة ليحج حجة الإسلام، ثم سافر إلى اليمن للمرة الثانية (سنة 806 هـ) فلقي هناك من التقى بهم في المرة الاولى وغيرهم، فأخذ عنهم وأخذوا عنه.

وقد واجه ابن حجر الكثير من المتاعب خلال رحلته الثانية لليمن حيث انصدع المركب الذي يقله، وغرق جميع ما كان معه من المتاع والكتب والنقد، ثم يسر الله طلوع أكثرها، قال السخاوي: «وفي هذه المرة انصدع المركب الذي كان فيه، فغرق جميع ما معه من الأمتعة والنقد والكتب، ثم يسر الله تعالى بطلوع أكثرها بعد أن أقام ببعض الجزائر هناك أياما. وصولح عما جرت العادة بأخذه مما يطلع بعد الغرق بمال كثير جدا، بحيث يتعجب من كثرة أصله، وكتب محضر بذلك حسبما رأيته، لكن غاب عني ضبط ما فيه. وكان من جملة الكتب التي غرقت مما هو بخطه: «أطراف المزي»، و«أطراف مسند أحمد»، و«أطراف المختارة»، كلاهما من تصنيفه، وكذا ترتيب كل من مسندي «الطيالسي» و«عبد بن حميد»... وكان من جملة الذهب العين -فيما قيل- سبعة آلاف مثقال أو أكثر من الذهب المصري وديعة لابن مسلم. ولذلك تجشم شيخنا المشقة، حيث أقام على التماسها في البحر مدة حتى أخرجت.».ويعزو السخاوي - نقلاً عن ابن حجر- هذا الغرق إلى عين (حسد) من استعرض كتبه وتعجب من كثرة ما فيها بخطه.

ولما رجع من رحلته الثانية لليمن حج أيضاً، قال السخاوي: «فيما أظن» وعاد إلى جدة، ثم سافر إلى بلده، فأقام بها على عادته.


_رحلته إلى الشام :

خرج بن حجر من القاهرة عصر يوم الاثنين 23 شعبان سنة 802 هـ، قاصداً بلاد الشام للأخذ عمن بها من الشيوخ والمحدثين والمسندين، وصحبه في هذه الرحلة قريبه الزين شعبان، والحافظ تقي الدين الفاسي، فسمع بالبلاد التي دخلها من بلاد الشام أو التي في الطريق إليها ما لايوصف ولا يدخل تحت الحصر على أمم كثيرة، وكان دخوله إلى دمشق في 19 رمضان سنة 802هـ، فنزل فيها على صاحبه الصدر علي بن محمد بن محمد بن الأدمي، لما كان بينهما من المودة، وأقام بها مائة يوم، آخرها أول يوم من المحرم سنة 803هـ،وكان السبب الرئيسي الذي دعا بن حجر إلى مغادرة بلاد الشام مبكراً، هو تواتر الأخبار بقرب مجئ المغول إليها، فظهر ابن حجر من دمشق -كما تقدم- في أول يوم من سنة 803 هـ، ورجع إلى بلده وقد اتسعت معارفه كثيراً بما أخذه من العلماء، فأقام بها على طريقته في التصنيف والإقراء والإملاء والكتابة، بل لم يهمل سماعه على الشيوخ.

ورغم قصر المدة التي قضاها بن حجر في البلاد الشامية والتي لم تتجاوز مائة يوم إلا أنه أظهر لعلماء الشام وفضلائها حفظاً كبيراً، واغتبطوا به، وشهدوا له بالتقدم في فنون الحديث إلى أعلى رتبة، وعلق في غضون تلك المدة بخطه من الأجزاء الحديثية، والفوائد النثرية، والتتمات التي يُلحقها في تصانيفه ونحوها ثمان مجلدات فأكثر، وألَّف ترتيبًا على الأطراف لكتاب «الأحاديث المختارة»، للحافظ ضياء الدين المقدسي، جاء في مجلدٍ ضخم سماه: «الإنارة في أطراف المختارة»، 

قال السخاوي عنه: «لو لم يكن له عمل في طول هذه المدة إلا هي، لكانت كافية في جلالته».كما حصل في تلك المدة مابين قراءة وسماع جملة مستكثرة من الكتب، منها ما يكون في مجلدة ضخمة فأكثر ومنها ما يكون في مجلدة لطيفة، بلغت مجتمعة ما يقارب ألف جزء حديثي.


_رحلته إلى حلب :

كان ابن حجر وهو بدمشق قد عزم على التوجه إلى البلاد الحلبية، ليأخذ عن خاتمة المسندين بها عمر بن أيدغمش، فبلغته وفاته، فتخلف عن التوجه إليها، ثم قدر له -بعد دهر- السفر إليها وذلك في سنة 836 هـ وذلك أن السلطان الأشرف برسباي توجه إلى آمد، لدفع أذى التركمان الذين تغلبوا على بلاد آمد وماردين وغيرها بعد الغزو التيمورلينكي، لما كثر من إفسادهم، ونهب أموال الرعايا، وقطع الطرق على القوافل، فخرج السلطان بالعسكر المصري ومعه قاضي الشافعية الحافظ بن حجر، ورفقته قضاة المذاهب الثلاثة الأخرى والخليفة داود المعتضد بالله، وكان ابتداء السفر من الريدانية بعد صلاة الجمعة 19 رجب من السة المذكورة، وفي أثناء سفره لم يخل وقته من فائدة على جاري عادته، فسمع وكتب بالبلاد التي مر بها وهو في الطريق إلى الشام الكثير عن رفقته من القضاة والشيوخ المرافقين للعسكر المصري، ووصل الركب إلى دمشق في النصف من شعبان فنزل ابن حجر بالمدرسة العادلية الصغرى، وعقد مجلس الإملاء بجامع بني أمية فحضره جمع وافر من الأعيان والفضلاء والطلبة، وسمع في مدة إقامته في دمشق إلى العشرين من شعبان على من تهيأ له السماع منهم، وعلق بخطه أشياء كثيرة تزيد على مجلدين.

وفي أثناء توجهه إلى حلب، كتب بحمص عن محمد بن محمد بن القواس المخزومي، كما كتب بحماة عن شاعرها التقي بن حجة الحنفي أشياء من نظمه، وعن الشيخ نور الدين علي بن يوسف بن مكتوم الشيباني جزءا فيه عشرة أحاديث من «عشرة الحداد» وغيرها، وكذا عن الشمس محمد بن أحمد بن أبي بكر الحموي بن الأشقر حديثاً من البخاري. وكان دخولهم إلى حلب في الخامس من رمضان سنة 836 هـ، وأقاموا بها خمسة عشر يوماً، حل فيها ابن حجر ضيفاً على العلاء بن خطيب الناصرية قاضي الشافعية بحلب آنذاك، وأخذ عنه أشياء من نظمه، وسمع بها على برهان الدين سبط بن العجمي «الحديث المسلسل بالأولية»، و«مشيخة الفخر بن البخاري» تخريج ابن الظاهري وقد أحضرت له خصيصياً من دمشق لعدم توفرها بحلب يومئذِ، وسمع بعض «عشرة الحداد» على القاضي أبي جعفر بن الضياء والشهاب أحمد بن إبراهيم بن العديم.

وفي أثناء إقامته بحلب كان يذهب إلى ما جاورها من القرى والبلدان للأخذ عمن بها من المحدثين والمسندين والأدباء فسمع بظاهر البيرة من كمال الدين محمد بن البارزي، ورجع مع البدر العيني إلى بلده عينتاب وصليا عيد الفطر بها، وسمع عليه بظاهرها ثلاثة أحاديث، وسمع بمدينتي الباب وبزاعة من الشهاب أحمد بن أبي بكر بن الرسام الحموي شيئاً من أربعين القاضي المرداوي، وسمع على آخرين في بلدان أخرى.

ثم عاد إلى حلب، فأقام بها حتى رجعت العسكر المصري في يوم السبت سابع ذي الحجة فرجع معهم ووصلوا القاهرة في يوم الأحد العشرين من المحرم سنة 837 هـ.

وقد حصل في رحلته هذه فوائد ونوادر علقها في تذكرته المسماة «جلب حلب» المحتوية على أبعة أجزاء حديثية، بالإضافة إلى مايزيد على المجلدين مما أنتقاه أو لخصه هناك. 

كما حدث هناك وعقد مجالس الإملاء بدمشق وحلب، وخطب بالسلطان في وداع السنة بجامع بني أمية، وصلى بالناس صلاة الكسوف بالجامع الكبير بحلب فما سلم إلا وقد انجلت الشمس وغربت. كما نبه أثناء مقامه هناك على فساد مابثه الشمس الفرياني من الأسانيد المختلفة المركبة، فرجع الكثيرون عن الرواية عنه.


_ مشايخهُ :

لابن حجر العسقلاني العديد من الشيوخ في القراءات والفقه وأصوله ورواية الحديث النبوي،

1_ فمن شيوخه في القراءات والتجويد:

_إبراهيم بن أحمد التنوخي (709 - 800هـ:لازمه ابن حجر ثلاث سنوات، وقرأ عليه الكثير من الكتب والمسموعات، وأجازه التنوخي بالإقراء سنة 796 هـ.

_صدر الدين بن عبد الرزاق السفطي المقرئ (ت 808هـ)، أكمل عنده حفظ القرآن.

_الشهاب ابن الفقيه علي الخيوطي (ت 807هـ)، رافقه في سماع الحديث وقرأ عليه القرآن تجويدًا.

2_ومن شيوخه في الفقه وأصوله:

_سراج الدين البلقيني (724 - 805هـ): لازمه ابن حجر مدة، وقرأ عليه عدة أجزاء حديثية، وحضر دروسه الفقهية، وقرأت عليه كتاب الروضة، ودلائل النبوة، والمسلسل بالأولية.

_ابن الملقن (723 - 804هـ)، قرأ عليه جزءا كبيرا من شرحه على المنهاج، وأجاز ابن حجر، وقرأ عليه السادس والسابع من أمالي المخلِّص، والمسلسل بالأولية، والجزء الخامس من مشيخة النجيب.

_الأبناسي، (725 - 802هـ)، كانت ملازمته له بعد سنة 790 هـ، قرأ عليه منهاج الطالبين وعمدة المفتين للنووي، وجزءا من سنن الترمذي والمسلسل بالأولية.

_ابن القطان المصري (730 - 813هـ)، كان يحضر دروسه في الفقه وأصوله واللغة والحساب، وقرأ عليه الحاوي الصغير، وأجازه، وكان أول شيوخه في الفقه.

_عز الدين بن جماعة (749 - 819هـ)، لازمه من سنة 790 هـ حتى وفاته، وأخذ عنه أصول الفقه، وقرأ عليه شرح منهاج البيضاوي، وجمع الجوامع، والمختصر الأصلي لابن الحاجب، وكان ابن حجر يُثني عليه.

3_ومن شيوخه في اللغة والنحو:

_الفيروز آبادي، اجتمع به ابن حجر في رحلته إلى اليمن، وأخذ عنه القاموس المحيط، وأذن له أن يرويه عنه.

_شمس الدين بن عبد الرزاق الغماري، سمع عنه البردة عن أبي حيان عن ناظمها، وأجازه.

_البدر البشتكي، لازمه سنين، وسمع منه الكثير من شعره، وقرأ عليه في علم العروض.

_المحب بن هشام، أخذ عنه ابن حجر العربية، وسمع منه مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، وبعض الأجزاء الحديثية.

4_ومن شيوخه في الحديث النبوي:

_عبد الرحيم العراقي (725 - 806هـ): لازمه ابن حجر عشر سنين، منها أثناء رحلته إلى الشام، وقرأ عليه العديد من المسانيد، وسمع منه ألفيته المعروفة بألفية العراقي.

_نور الدين الهيثمي (735 - 807هـ)، قرأ عليه قرينًا للعراقي، ومما قرأ عليه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، وجزءا من مسند أحمد، وزوائد المسند.

_جمال الدين بن ظهيرة (751 - 817هـ)، أول شيوخ ابن حجر في الحديث، التقى به وهو ابن اثنتي عشرة سنة 785 هـ في مكة، درس عليه عمدة الأحكام.

_فاطمة بنت المُنَجَّا التنوخية (712 - 803هـ)، قرأ عليها كتاب الأوائل لابن أبي شيبة، والأطعمة للدارمي السمرقندي، و"بر الوالدين" للبخاري، و"القناعة" و"العزلة والانفراد" لابن أبي الدنيا، وغيرها من الكتب.

_فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية (719 - 803هـ)، قال ابن حجر: «قرأت عليها الكثير من الكتب والأجزاء بالصالحية، ونعم الشيخة كانت.»ومما قرأ عليها الإيمان لابن منده، والتفسير المأثور عن مالك بن أنس، والدعاء للمحاملي، والسنن المأثورة للشافعي، والرحلة للخطيب البغدادي، وسجدات القرآن لإبراهيم الحربي، وغيرها.

_عائشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية، أخت فاطمة، قال عنها ابن حجر: «وكانت سهلة في الإسماع، سهلة الجانب»


_تلاميذهُ :

اشتهر ابن حجر وكثر تلاميذه، وذكر السخاوي 626 اسمًا من تلاميذه ممن أخذ عنه دراية ورواية, ومن أشهر تلاميذه:

_شمس الدين السخاوي

_برهان الدين البقاعي

_زكريا الأنصاري

_ابن الخضيري

_التقي ابن فهد المكي

_الكمال بن الهمام

_قاسم بن قطلوبغا

_ابن تغري

_أبو ذر ابن البرهان الحلبي

_ابن مزني

_ابن الشحنة

_ابن خطيب الناصرية

_ابن الغرابيلي

_زين الدين رضوان

_تغري برمش بن عبد الله

_أبو إسحاق بن درباس

_نفيس الدين العلوي

_الكلوتاتي

_البدر ابن التنسي

_شهاب الدين البوصيري

_محمد بن ناصر الدين السعدي الحنبلي

_أحمد بن محمد بن عبد الله بن كحيل

_شمس الدين ابن حسان

_شهاب الدين ابن الأخصائي

_ابن قوقب

_شهاب الدين المنوفي

_الشهاب التروجي

_الشهاب الإشليمي

_عبد الأول المرشدي

_الشرف الطنوبي

_إبراهيم الطباطبي

_المحب البكري

_نعمة الله الجرهي

_ابن الصيرفي

_فخر الدين التليلي

_ابن بصال

_أبو الوفا الصالحي

_ابن أبي شريف

_ابن قاضي عجلون

_البلبيسي المقدسي

_السراج بن برهان الدين الجعبري

_برهان الدين بن زين الدين الخضر


_ أعماله :

عمل ابن حجر بعدة أعمال منها الإفتاء والخطابة ،فقد تولى إفتاء دار العدل عام 811هـ وظل في هذه العمل حتى وفاته ، وقد كان يهتم بكتابة فتاويه ، فكان يكتب في اليوم حوالي ثلاثين فتوى ، 

كما تولى أيضًا مهمة الخطابة بالجامع الأزهر الشريف عام 819هـ ، ثم تولى الخطابة عمرو بن العاص ، كما أنه عين قاضيًا من قبل الملك الأشرف برسباي عام 827هـ ، 

ولكنه ترك هذا المنصب في نفس العام لما وجد صعوبة في القيام بالعدل على أكمل وجه .


_ من أشهر مؤلفاته :

_ألف الشيخ الحافظ بن حجر ما يقرب من مائة وخمسين مؤلفًا منهم ،

 _فتح الباري في شرح صحيح البخاري وهو يتكون من خمسة عشر مجلدًا ، وقد استغرق تأليف هذا المجلد عشرين سنة ، 

_ومن مؤلفاته أيضًا كتاب الإصابة في تمييز الصحابة وهو من أهم كتب التراجم التي كتبت في صحابة رسول الله رضوان الله عليهم .


من أشعاره :

_وإذا الديار تنكرت سافرت في طلب المعارف هاجرا لدياري

وإذا أقمت فمؤنسي كتبي فلا أنفك في الحالين من أسفاري


_ومن أشعاره في المديح النبوي :

إن كنت تنكر حباً زادني كلفا حسبي الذي قد جرى من مدمع وكفى

وإن تشككت فسئل عاذلي شجـني كم بت أشكو الأسى والبث والأسفا

كدرت عيشاً تقضى في بعادكم وراق مـني نسيب فيكمو وصفا

سرتم وخلفتمو في الحي ميت هوى لولا رجـاء تلاقيكم لقد تلفا


_ أخلاقهُ :

وصفه تلميذه ابن تغري بردي بقوله: «وكان عفا الله عنه ذا شيبة نيرة ووقار وأبهة، ومهابة، هذا مع ما احتوى عليه من العقل والحكمة والسكون والسياسة والدربة بالأحكام ومداراة الناس، قل أن يخاطب الشخص بما يكره، بل كان يحسن لمن يسيء إِلَيْهِ ويتجاوز عمن قدر عليه، هذا مع كثرة الصوم ولزوم العبادة والبرّ والصدقات ؛ وبالجملة فإنه أحد من أدركنا من الأفراد». 

وقال تلميذه برهان الدين البقاعي وهو ممن لازمه طويلاً: «وهو أعجوبة في سرعة الفهم، وغاية في الحفظ، وآية في حسن التصور، له حدس يظن أنه الكشف، وفكر كأن وقته خفي اللطف، وتأمل يرفع الأستار من غوامض الأسرار، وصبر متين، وجلد مبين، وقلب على نوب الأيام ثابت، وجنان من صروف الدهر غير طائش. ما رأيت أكظم منه للغيظ بحيث لا يظهر عليه الغضب إلا نادراً، ولا أجلد على ريب الزمان، يتلقاه بصدر واسع، ويظهر البشاشة حتى يظن من لاخبرة له أنه سر بذلك، يستعين على الشدائد بالصبر والصلاة». وقد خصص السخاوي باباً كاملاً في ذكر صفات شيخه الخُلقية وهو الباب السابع من كتابه «الجواهر والدرر».

يقول محمد إسحاق كندو: «ومن الصفات التي امتاز بها الحافظ ابن حجر التواضع والبعد عن التباهي بما منحه الله من مواهب وطاقات عقلية وعلمية، وكان لا يتأنق في ملبسه، ولا في مأكله ومشربه، ولا في كلامه، وكان ورعًاً، شديد التحري فيما يأكل أويشرب، أو يلبس، فينتقي الحلال الطيب، ويتجنب الحرام والمشبوه. كما كان في غاية السماحة، والسخاء، والبذل، مع قصده إخفاء ذلك. ولقد زان كل تلك الخلال الفريدة، والخصال المجيدة، ملازمته العبادة وحرصه على عدم تخلية وقته منها، فلقد كان صواماً بالنهار قواماً بالليل، مكثراً من الحج إلى بيت الله الحرام، مداوماً على الذكر والتسبيح والاستغفار في جميع أحواله. معظّماً لجناب الرسول محترماَ لسنته ومتبعاً لهديه، مدافعاً عن أحاديثه، منكراً للبدع، شديد الوطأة على المتجرئين على حدود الله تعالى


_صفاته الشكلية :

كان ابن حجر ربعة للقصر أقرب، أبيض اللون، منور الصورة، مليح الشكل، صبيح الوجه، كثّ اللحية أبيضها، قصير الشارب، حسن الشيبة نيّرها، صحيح السمع والبصر، ثابت الأسنان نقيّها، صغير الفم، قوي البنية، عالي الهمة، وفيّ الهامة، نحيف الجسم، فصيح اللسان، شجي الصوت، خفيف المشية، جيد الذكاء، عظيم الحذق لمن ناظره أو حاضره، هذا مع سكون ووقار وأبهة وثبات، تاركاً لما لا يعنيه، طارحاً للتكلف، كثير الصمت إلا لضرورة، شديد الحياء.


_مذهبه الفقهي :

ذكرت العديد من المصادر التي ترجمت لابن حجر أنه كان شافعي المذهب،وله مؤلفات فقهية في المذهب الشافعي، منها ؛

شرح الروضة في الفروع للنووي، وقد اختصر ابن حجر "الروضة"، ثم شرحه، ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون.وذكر الكتاني أنه انتقل في آخر حياته إلى المذهب المالكي، قال الكتاني: «ومن الغرائب التي تتعلق بترجمته ما في ثبت الشهاب أحمد بن القاسم البوني: أن الحافظ انتقل في آخر عمره لمذهب مالك قال: كما رأيت ذلك بخطه في مكة المكرمة.» ثم استدرك قائلًا: «ولعل رجوعه في مسألة أو مسألتين.».

وكان ابن حجر يجتهد ويُرجح بعض الأقوال الفقهية حتى لو كانت مخالفة لمعتمد المذهب الشافعي، ويظهر ذلك في كتابه فتح الباري، مثل:

 ترجيحاته في مسألة عدد من تنعقد بهم الجمعة، ومسألة الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف، وقراءة البسملة مع الفاتحة في الصلاة، ومسألة سجود السهو وموضعه قبل السلام أو بعده، وغيرها من المسائل.


_ آراؤه في العقيدة والأصول :

في الصفات: يرى ابن حجر إما التفويض أو التأويل في مسائل الصفات، فيقول: «أحدهما يقول: لا نؤول شيئًا منها، بل نقول: الله أعلم بمراده، والآخر يؤول فيقول – مثلاً – معنى الاستواء الاستيلاء، واليد القدرة، ونحو ذلك.»، ولكنه يرى عدم وجوب التأويل، ويروي عن الجويني قوله: «ذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الله تعالى.»، 

ويقول:«وقال ابن المنير: وجه الاستدلال على إثبات العين لله من حديث الدجال من قوله: «إن الله ليس بأعور»، من جهة أن العور عرفًا عدم العين وضد العور ثبوت العين، فلما نزعت هذه النقيصة لزم ثبوت الكمال بضدها وهو وجود العين، 

وهو على سبيل التمثيل والتقريب للفهم لا على معنى إثبات الجارحة، قال: ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد ثلاثة أقوال:

_ أحدها: أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل،

_ والثاني: أن العين كناية عن صفة البصر، واليد كناية عن صفة القدرة، والوجه كناية عن صفة الوجود، _والثالث: إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى، وقال الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب العقيدة له: أخبر الله في كتابه وثبت عن رسوله الاستواء والنزول والنفس واليد والعين، فلا يتصرف فيها بتشبيه ولا تعطيل، إذ لولا إخبار الله ورسوله ما تجاسر عقل أن يحوم حول ذلك الحمى،

 قال الطيبي: هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح، وقال غيره: لم ينقل عن النبي ولا عن أحد من أصحابه من طريق صحيح التصريح بوجوب تأويل شيء من ذلك، ولا المنع من ذكره، ومن المحال أن يأمر الله نبيه بتبليغ ما أنزل إليه من ربه، وينزل عليه ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾، ثم يترك هذا الباب فلا يميز ما يجوز نسبته إليه، مما لا يجوز مع حضه على التبليغ عنه بقوله: «ليبلغ الشاهد الغائب»، حتى نقلوا أقواله وأفعاله وأحواله وصفاته وما فعل بحضرته، فدل على أنهم اتفقوا على الإيمان بها على الوجه الذي أراده الله منها، ووجب تنزيهه عن مشابهة المخلوقات بقوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ﴾ فمن أوجب خلاف ذلك بعدهم فقد خالف سبيلهم.»، 

وكذلك فوَّض معنى الاستواء وحديث نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، حيث قال عن الاستواء في مقدمة فتح الباري:

«هو من المتشابه الذي يفوض علمه لله تعالى.».

علم الكلام: كان ابن حجر يرى عدم الخوض في الكلام، ونقل الأقوال التي تؤيد قوله، فكان مما قاله: «ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس والشافعي، وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة لم يخوضوا في الجوهر والعرض وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين، فمن رغب عن طريقهم فكفاه ضلالًا. قال: وأفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات، 

وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع وتطلبهم حقائق الأمور من غيره، وليس في قوة العقل ما يدرك ما في نصوص الشارع من الحكم التي استأثر بها، وقد رجع كثير من أئمتهم عن طريقهم.».

_انتقاد دخول الفلسفة في الدين: يرى ابن حجر أن دخول الفلسفة الإغريقية في الدين، واعتمادها من بعض المتكلمين أدى لظهور الكثير من البدع، حيث قال في شرحه لحديث «وشر الأمور محدثاتُها، وكل مُحدثة بدعة»

 «وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلًا يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرها، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل، فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف.».

نقد مبدأ القصد والنظر: انتقد ابن حجر مبدأ القصد والنظر، وهو أول الواجب على المكلف عند الأشاعرة، 

وقال:«وقد وافق أبو جعفر السمناني وهو من رؤوس الأشاعرة وكبارهم بأن هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة، وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه، وأنه لا يكفي التقليد في ذلك.


مصنفاته :أما تصانيفه فكثيرة جليلة، منها:

_تغليق التعليق

_طبقات المدلسين = تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس

_نزهة النظر بشرح نخبة الفكر

_التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير

_هدي الساري مقدمة فتح الباري

_فتح الباري

_تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة

_العجاب في بيان الأسباب

_تهذيب التهذيب

_تبصير المنتبه بتحرير المشتبه

_الأمالي المطلقة

_الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع

_الأمالي الحلبية

_الزهر النضر في حال الخضر

_نزهة الألباب في الألقاب

_الإيثار بمعرفة رواة الآثار

_الدراية في تخريج أحاديث الهداية

_نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر

_نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين

_سلسلة الذهب

_القول المسدد في الذب عن مسند أحمد

_الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة

_النكت على كتاب ابن الصلاح

_تقريب التهذيب

_بلوغ المرام من أدلة الأحكام

_الأمالي السفرية الحلبية

_الإصابة في تمييز الصحابة

_المعجم المفهرس = تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة

_زوائد مسند البزار على الكتب السِّتَّة.

_قوة الحجاج في عموم المغفرة للحجاج

_لسان الميزان

_النكت الظراف على الأطراف

_إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي

_رفع الإصر عن قضاة مصر

_نظم اللآلي بالمائة العوالي

_انتقاض الاعتراض في الرد على العيني في شرح البخاري

_موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر

_المجمع المؤسس للمعجم المفهرس

_الأحاديث العشرة العشارية الاختيارية

_توالي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس

_المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

_إنباء الغمر بأبناء العمر

_إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة

_عوالي مسلم

_الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف

_الجواب الجليل عن زيارة الخليل.

_الأسئلة الفائقة بالأجوبة اللائقة

_الغُنْية في مسألة الرؤية

_الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف

_تسديد القوس على مسند الفردوس

_المرحمة الغيثية بالترجمة الليثية

_تخريج أحاديث الأسماء الحسنى

_جزء في طرق حديث لا تسبوا أصحابي

_المطالب العالية

_التمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز المشهور بـ التلخيص الحبير


كتب ومؤلفات عنه :

1_ما ألف عنه قديمًا :من أهم المصنفات التي أفردت الحافظ ابن حجر بالترجمة:

_الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر - تأليف: شمس الدين السخاوي

_جمان الدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، تأليف: ابن خليل الدمشقي.

_القول المختصر في ترجمة ابن حجر، تأليف: البرزنجي.

_العجر والبجر في ترجمة ابن حجر، تأليف: سراج الدين البلقيني.

_ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، تأليف: محمد راغب الطباخ.

_مختصر الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر للسخاوي، تأليف: الشيخ طاهر الجزائري.

2_ما ألف عنه حديثًا :المصنفات والرسائل المعاصرة التي أفردت لبيان مناقبه والترجمة لحياته هي:

_الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث، لعبد الستار الشيخ.

_ابن حجر العسقلاني - شيخ الإسلام، لكامل محمد محمد عويضة.

_التاريخ والمنهج التاريخى لابن حجر العسقلانى، لمحمد كمال الدين عز الدين.

_جهود ابن حجر اللغوية في فتح الباري، لأحمد علي قائد المصباحي.

_ابن حجر العسقلانى مؤرخًا، لمحمد كمال الدين عز الدين.

_ابن حجر العسقلانى، مصنفاته ودراسته في منهجه وموارده في كتابه الإصابة، لشاكر محمود عبد المنعم.

_القياس عند ابن حجر العسقلاني من خلال كتابه فتح الباري، لسعد علي الحداد (رسالة ماجستير - جامعة أم القرى).

_منهج ابن حجر في كتابه فتح الباري، جمال أحمد منصور (رسالة دكتوراه).

_الحافظ ابن حجر العسقلاني وجهوده في علم الجرح والتعديل، لحسين آيات سعيد (رسالة دكتوراه -جامعة القاضي عياض


_ زوجاته :

1_أنس خاتون: ابنة القاضي ناظر الجيش: عبد الكريم بن أحمد عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي طالب بن علي بن سيدهم أم الكرم ابنة الكريمي اللخمي النستراوي الأصل القاهري.

 تزوجها ابن حجر في شعبان سنة 798 هـ يإشارة وصيه العلامة ابن القطان، وظلت في عصمته حتى توفي عنها، وقد رزق منها خمس بنات، ولم تلد ذكراً.

2_أرملة الزين أبي بكر الأمشاطي: ذكرها السخاوي في «الجواهر والدرر» فقال: «ومن زوجات صاحب الترجمة زوجة الزين أبي بكر الأمشاطي، تزوجها بعد موته، وكان أسند وصيته إليه».

3_عتيقة نظام الدين يحيى ابن الصيّرامي شيخ الظَّاهرية: ذكرها السخاوي في «الجواهر والدرر» فقال: «ومن زوجات صاحبُ التَّرجمة أيضًا... عتيقة العلَّامة نظام الدِّين يحيى ابن العلَّامة سيف الدِّين الصِّيرامي، شيخ الظَّاهرية، تزوَّجها في مجاورة أمِّ أولاده في سنة أربع وثلاثين، وكان سيِّدُها قد مات في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، ورُزِقَ منها شيخُنا ابنَةً في يوم الثلاثاء خامس رجب سنة خمس وثلاثين، وهي بقاعة المشيخة بالبيبرسية، سماها آمنة. وكتبها في بعض استدعاءات ولده محمد، ثم ماتت في ثالث عشر شوال سنة ست وثلاثين وبموتها طُلِّقَتْ أمُّها، فإنَّه كان علَّق طلاقها عند سفره إلى آمد على موتها، وتزوَّجها بعهده الشّريف الجَرَواني».

4_ليلى الحلبية: ابنة محمود بن طوغان، تزوجها بحلب عندما سافر مع الأشرف برسباي إلى آمد سنة 836 هـ، وكانت ثيباً ذات ولدين بالغين، وقدمت عليه القاهرة ثم رجعت إلى بلدها ثم عادت فأقامت في عصمته حتى توفي عنها؛ ولم يرزق منها بولد، ماتت في منتصف رجب سنة 881هـ وقد قاربت الثمانين.

5_خاص ترك: جارية زوجته «أنس خاتون»، اشتراها بالوكالة سرًّا واستبرأها ووطئها فحملت له بولده بدر الدين أبي المعالي محمد، وكان مولده سنة 815 هـ.


_ ذريته (أبناؤه) :

_بدر الدين أبو المعالي محمد: ولد فِي صفر سنة 815 هـ، وأمه أم ولد (خاص ترك).

_ بناته من زوجته أنس خاتون: 

1_زين خاتون: وَالِدَة الجمال يوسف بن شاهين، وبكر أبناء أَبَوَيها. ولدت فِي ربيع الآخر وقيل رجب سنة 802 هـ، أسمعها أَبوهَا على شيخه العراقي والهيثمي، واستجاز لها خلقاً، وتعلمت الكتابة والقراءة، وتزوّجها الأمير شاهين الكركي فولدت له عدَّة أولاد، ماتوا في حياة أبيهم، ولم يتأخر منهم إلا أبو المحاسن يوسف المعروف بـ (سبط ابن حجر). وماتت بالطاعون وهي حامل سنة 833 هـ.

2_فرحة: وُلِدَت في رجب سنة 804 هـ، وأستجيز لها من بعض العلماء، وسمعت من ابن الكويك وغيره، وتزوجها محب الدين ابن الأشقر واستولدها ولدًا مات صغيرًا في حياة والديه. وكانت وفاتُها في ربيع الآخر سنة 828 هـ.

3_ غالية: ووُلِدَت في ذي القعدة سنة 807 هـ وأجاز لها جماعة. وماتت بالطاعون في ربيع الأول سنة 819 هـ.

4_ رابعة: وُلِدَت في رجب سنة 811 هـ وأسمعها والدُها على زين الدين المراغي بمكة، وأجاز لها جمع من الشَّاميين والمصريين، وتزوجها الشهاب ابن مكنون، فولدت منه بنتًا أسماها غالية، ماتت في حياتهما. ومات عنها زوجُها في رمضان سنة 829 هـ، فتزوجها المحب ابن الأشقر - زوج أختها فرحة - واستمرت معه حتى ماتت عنده في سنة 832 هـ.

5_فاطمة: وُلِدَت في ربيع الآخر سنة 817 هـ، وماتت بالطاعون في ربيع الأول سنة 819 هـ

_ بناته من عتيقة النظام يحيى الصيرامي :

1_آمنة: ولدت في رجب سنة 835 هـ، وماتت وهي طفلة سنة 836 هـ.


_ مرضه ووفاته :

بدأ المرض بالحافظ ابن حجر في ذي القعدة سنة 852هـ، ومع مرضه إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء وهو ضعيف الحركة، يكتم عن الناس وعكه، وخشي الأطباء أن يناولوه مسهلًا لأجل سنه، فأشير "بلبن الحليب"، فتناوله، فلانت الطبيعة قليلًا، وأدى ذلك إلى نشاط يسيرٍ ونوع خِفَّة، ثم عاد الكتمانُ، وتزايد الألمُ بالمعدة، ولم يستطع أن يؤدي صلاة الأضحى الذي صادف يوم الثلاثاء، وهو الذي لم يترك صلاة جمعة ولا جماعة، وصلى الجمعة التي تلي العيد، وكان آخر ما سمع عليه فضل ذي الحجة لابن أبي الدنيا يوم عرفة، وتوجه إلى زوجته الحلبية، وقد احس بدنو أجله، فاعتذر عن انقطاعه عنها، واستعطف خاطرها واسترضاها، وكان يقول: «اللهم حرمتني عافيتك، فلا تحرمني عفوك»، ثم ينشد:

ثاءُ الثَّلاثينَ قد أوهت قُوى بَدَني فكيف حاليَ في ثاء الثمانينا

وقد تزايد المرض واشتد به، وتردد إليه الأطباء، وهرع النَّاسُ مِنَ الأمراء والقُضاة والعلماء والمباشرين والطَّلبة لعيادته، وممَّن حضر إليه: الأمير دولات باي، والقاضي وليُّ الدِّين السَّفطي، والبدر العيني، والقاضي سعد الدين بن الديري. وفي يوم الثلاثاء 14 ذي الحجة، اشتد عليه مرضه، وصار يصلي الفرض جالسًا، وترك قيام الليل، ثم تتابع عليه الصرع من يوم الأربعاء إلى أن توفي ليلة السَّبت في أواخر شهر ذي الحجة سنة 852هـ.

وقد اختلف مترجموه في تحديد تاريخ يوم وفاته، كما اختلفوا في تحديد يوم ولادته، مع اتفاقهم على أن وفاته كانت ليلة السبت من ذي الحجة، إلا أنهم اختلفوا أي سبت هو، فقال بعضهم كانت وفاته في الثامن والعشرين من ذي الحجة،وقال آخرون في التاسع عشر منه،وذهب فريق ثالث إلى أن وفاته كانت في الثامن عشر من ذي الحجة.


_ جنازته:

كانت جنازته شهودة، لم يكن بعد جنازة ابن تيمية أحفل منها،

قال السخاوي: «وكانت ساعة عظيمة، وأمرًا مهولًا، ووقع النَّوْحُ في سائرِ النَّواحي مِنْ أصناف الخلق، حتَّى مِنْ أهل الذِّمَّة. 

واجتمع في جنازته مِنَ الخلق مَنْ لا يحصيهم إلا اللَّه عز وجل، بحيث ما أظن كبير أحد مِنْ سائر النَّاس تخلَّفَ عَنْ شهودها. وقفلت الأسواقُ والدَّكاكين، ويقال: إنَّه حُزِرَ مِنْ مشى في جنازته بنحو خمسين ألف إنسان، وعندي أنَّه لا يتهيأ حصرُهم، ولا يُدْرَك حدُّهم».

وشعيته القاهرة كلها وحمل نعشه إلى مصلى المؤمني حيث أمر السلطان جقمق بأن يحضر إلى هناك، ومشى في جنازته الخليفة سليمان المستكفي بالله، والقضاة، والعلماء، والأُمراء، والأعيان بل غالب الناس، حَتَّى قيل عن بعض الأذكياء أنه حزر من مشى في الجنازة أكثر من خمسين ألف إنسان.

ولما وصلت جنازته المصلى أمطرت السماء على نعشه مطراً خفيفاً، ولم يكن زمان مطر، وفي هذه الواقعة يقول الشِّهابُ المنصوري

قد بكَتِ السُّحْب على قاضي القضاة بالمطَرْ

وانهدم الركنُ الذي كان مشيدًا من حجَرْ

وتقدم ليصلي عليه صلاة الجنازة الخليفة العباسي سليمان المستكفي بالله، بإذن من السلطان جقمق، وقيل صلى عليه قاضي القضاة علم الدين البلقيني. وبعد الصلاة حُملت الجنازة إلى المحل الذي عُيِّنَ لدفنه، في القرافة الصغرى، وتزاحم الأُمراء والأكابر على حمل نعشه، وكان ممن حمله السلطان جقمق، ومشى إِلى تربته من لم يمش نصف مسافتها قطّ، وانتهوا إلى تُربة بني الخرُّوبي المقابلة لجامع الدَّيملي، فدفن بين مقام الشافعي، ومقام الشيخ مسلم السلمي.وصُلي عليه صلاة الغائب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، في مكة، وبيت المقدس، وحلب، والخليل، وغيرها من بلاد المسلمين.


_ وفاته :

توفي الإمام بن حجر عام 852 هـ ، وقد تم دفنه بمصر بمقابر الإمام الشافعي ، وقد حضر جنازته السلطان الظاهر جقمق ، وقد ألف تلميذه السخاوي كتاب عنه أسماه الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام بن حجر

....   ......   ....

الخلاصة :

_أسمهُ: هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني 

_ الميلاد :  22 شعبان 773 هـ الفسطاط، الدولة المملوكية

_الوفاة :أواخر ذي الحجة 852 هـ

_مكان الدفن :القرافة الصغرى

_الكنية: أبو الفضل

_اللقب: الحافظ، شهاب الدين، أمير المؤمنين في الحديث

_ الزوجة: أنس بنت عبد الكريم بن أحمد اللخمي، وأرملة الزين أبي بكر الأمشاطي، وعتيقة نظام الدين يحيى ابن الصيّرامي، وليلى بنت محمود بن طوغان الحلبية، وخاص ترك (سارية زوجته)

_ الأب: نور الدين علي بن قطب الدين محمد العسقلاني

_الأم :تِجَار ابنة الفخر أبي بكر بن شمس محمد بن إبراهيم الزفتاوي

_جده: «هو قطب الدين محمد بن ناصر الدين محمد بن جلال الدين علي العسقلاني

_ الحياة العملية:العصرالمملوكي

_(مشايخهُ)تعلم لدى :عبد الرحيم العراقي، وابن الهائم المصري، وابن الملقن، وعز الدين بن جماعة، ونور الدين الهيثمي

_التلامذة المشهورون :شمس الدين السخاوي، وجلال الدين السيوطي، وزكريا الأنصاري

_المهنة:عالم مسلم، وفقيه، ومفسر، وحافظ، وقاضي شرعي، ومُحَدِّث، ومؤرخ 

_مجال العلم :علم الحديث

_أعمال بارزة:فتح الباري، وبلوغ المرام من أدلة الأحكام، ولسان الميزان، والإصابة في تمييز الصحابة، والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر، وتهذيب التهذيب 

تعليقات